حياتى كلام فى كلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مرحبا بكم فى منتديات شيمو


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

أعودلأحكي لكم حكايه..لم تحكيها شهرزاد

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

1أعودلأحكي لكم حكايه..لم تحكيها شهرزاد Empty أعودلأحكي لكم حكايه..لم تحكيها شهرزاد الثلاثاء أبريل 01, 2008 6:45 pm

chemou

chemou
Admin

فتاتي سأصفها لكم ... هي تحفة شقراء ناعمة رائعة ... لها من لون الورد نصيب على خديها الجميلتين ومن العسل رونق براق في عينيها الواسعتين ومن الكرز صبغة فوق شفتيها الرقيقتين نحيلة شقية لاتكاد تستقرفي مكان واحد دقائق قليلة ... ذكية حدالدهاء ...
خجولة متصابية لاترى في الدنيا الا دراجة تستعيرها من ابن الجيران تستعرض فيها قدراتها الماراثونية امام ابناء حارتها ثم
تأخذ نصيبها من العقاب المبرح من أخ لها تحبه حد الجنون ...تعذره فهو يماشي العادات والتقاليد فالفتاة من العيب ان تركب دراجة وتسير في الحارة امام الصبيان ... ولا يشفع لها صغر سنها ..صحيح انها في الحادية عشرة لكنها تعامل معاملة المرأة الناضجة ....ولديها قطة وجدتها في شارع حارة مجاورة جعلتها صديقتها الوفية
تضعها في أحضانها وتنام على نغمات أنفاسها ... لاتحب العرائس ولا يشغل بالها الماكياج ... هذه الصبية تذهب فجر كل يوم لتحضر
الأفطار من محل لبيع الفول والعدس وتمر على فران قريب لتحضر الخبز الطازج الشمس لم تشرق بعد ...انه الفجر لاكنها جريئة قوية لاتخاف من العابثين الذين يبيعون ماتذهب لشرائه .... لكن هناك من كان يخاف ... هناك من يتبعها كل يوم دون أن يشعرها بقربه منها ...هناك من كان يوقفها ليسمعها غناءه الجميل امام منزل بيتهم...نسيت ان اخبركم انه لها جار وسيم شاب يبلغ الثامنة عشرة من عمره ....كانت الأم تطلب منه ان يساعد فتاتها في حمل الأغراض التي يثقلون كاهلها بحملها يوميا فكان لطيفا مطيعا .... يعيش هذا الفتى وحيدا دون أهل ... تركهم ليعمل معتمدا على نفسه
يحمل ذكريات مؤلمة عن بلاده المحتله تشعر معه بالغضب على مايحكي لها من قصص حول اليهود وما يفعلون بأهله وجيرانه أضطرهم للهرب الى دولة مجاورة بعدا عن جحيم الحرب اللعينة الغير متكافئة ... بكت لبكائه حتى انها كانت تتابع معه الأخبار المحزنة التي تبثها أخبار التاسعة كل يوم ...تقول لأمها :-انظري مايفعلون بأهل جارنا المسكين تجيبها امها بحزن أعمق لهم الله ياحبيتي انهم شهداء عند الله ...تحتفظ بهذه الكلمات وتنتظر الصباح لتحملها لجارها الحزين لتهون عليه أحزانه .... ذات يوم وفي ليلة تجمع فيها الأهل والأقارب وبينما هي تلعب في الممر الصغيرلمنزلها الصغير سمعت همسا ورأت شبحا وسط الظلام صُعقت ..خافت ... لكنها عادت لتتأكد انها لاتتخيل ..بالفعل لم تكن تتخيل فالشبح بداء يظهر من وسط الظلام ...نعم انه هو ... وضحكت بصوت مرتفع ...انت؟؟ لقد افزعتني سامحك الله ..ضحك معها ثم سكت فجأة وقال لها أريد ان أحدثك في امر هام .. أحست في نبرات صوته خوف وتردد ولأنها لاتعلم مايريد استمرت تضحك ببراءة الأطفال وتهدد انها ستذهب ان لم يقل مايريد فصديقاتها ينتظرونها لتكمل معهم لعبتهم التي تركتها لتبحث عن حجر مناسبة لبدءلعبتهم ...امسك يدها فنهرته بقوة وتراجعت خوفا ...طمأنها انه لايريد ان يؤذيها ...استمرت بالتراجع فأقسم لها انه لن يكررمافعل ثانية ...قال لها سأعطيك شيئا أريدك أن تحتفظي به نظرت الى يديه فرأت عقدا يحمل اول حرف من أسمه وزجاجة عطر صغيرة جدا ... اقسم عليها ان تأخذهما ... أخذتهما مستغربة سبب هذا الأهداء الغريب فطوال تلك السنوات ومنذ ان رأته لم ترى منه الا أخوة وحسن خلق نال به أحترام الجميع .... مد يده لها وسلم عليها ... رأت في عينيه مالم تره من قبل لكها لم تستطع تفسيره بعمرها الصغير ...أخذت بعض الوقت تنظر الى الهدية لاتعرف ماتفعل بهما قادها تفكيرها الى امها الحنونة القوية فهي تخاف منها بشدة حد الجنون ولا تخفي عنها شيئا...لكني قد أتعرض للعقاب ...هكذاا رددت بينها وبين نفسها الصغيرة ... عزمت امرها وأستعانت بقدرتها على تحمل نتائج أخطائها وحملت نفسها وهديتها الى امها الجالسة وسط الضيوف ... أمي ..أمي ... نادت مكررة ...جاءت الأم القوية الحنونة مستعجلة لتعود بسرعة لضيوفها بعد ان تعرف سبب هذه المناداة المفاجأة ...أخبرت امها وهي ترتجف خوفا ورعبا تخرج الكلمات متقطعة عل هذه الأم ترحمها من عقاب تتوقع أسوأه ... لكنها فوجئت بالأم تبتسم وتخبرها انه قليل ادب ويستحق العقاب وأنت لاذنب لك ...أذهبي ياصغيرتي اليه وأقذفيها في وجهه وأخبريه انك لاتحتاجين لهداياه ثم تعالي وأخبريني ماحصل معك...
انتفضت بقوة وشجاعة منفذة دون وعي ماأقترحته الأم الحازمة ..وجدته أمام منزله يجلس بائسا حزينا ... توقفت امام وجهه ونعتته بقليل الأدب كما حفظت من أمها ... الحزين ...سمعت نحيبا وبكائا لم ترى مثله لكنها ركضت هاربة ولم تنظر خلفها حتى..... ذهبت لتخبر امها بما أنجزت ولم تخبرها بذلك النحيب الذي مزق قلبها ... باركت لها الأم مافعلت وشدت عوقذفت هداياه في وجهه لى يدها وصاغت لها كلمات حكيمة (لاتأخذي هدايا من أحد فمن يهديك وهو لايمثل لك شيئا لابد سيأتي ليطلب مقابلا لهديته .... وستعجزين عن أعطاءه المقابل... .. لاتبدأي طريق لاتستطيعين انهاءه .. لاتثقي بأحد مهما رأيت من حسن أخلاقه ...جميعهم مجرمون ...ذئاب بشرية تنتظر الأنفراد بالفريسة ...انتبهي لنفسك ولا تكوني ساذجة)هزت رأسها موافقة مقتنعة ...لكن بعد أن خلت بنفسها ودخلت الى فراشها لم تتذكر الا ذلك النحيب المؤلم ...نامت ودموعها تملىء عينيها العسليتين ...لتستيقظ كالعادة لتحضر الأفطار من محل لبيع الفول وفران يبيع الخبز الطازج ...لكنها لم تشعر بذلك الخيال الذي كان يتبعها كل يوم ليحميها من العابثين قبل طلوع الشمس....وفي طريق عودتها مرت بجانب بيت الجار الحزين ...لتفاجاء بقفل محكم يقفل الباب ... طرقت الباب منادية له بأسمه لكنه لم يجب .... هرعت الى الأم تخبرها بما وجدت فذهبت معها الأم وتأكدت ان لامجيب ... تجمع الجيران خائفين على ذلك الجار ...تهامسو عما حدث كان حزينا ليلة امس ...لابد انه مريض...لكن القفل من الخارج ...دلى كل منهم بدلوه ...الى ان فض هذا النزاع الأب الهاديء طوال الوقت ..لنكسر القفل ونعرف الحقيقة ... كُسر القفل وفوجيء الجميع بأن المنزل خاوٍ الا من أثاث قديم متواضع ... لاملابس ولا مؤنة ...لا شيء ...لاشيء ...
تساءل الجميع عما حصل وسبب هذه المغادرة المفاجئة ...جاء أخ صغير يبث خبرا لفتاتنا التي أعتقدت انها السبب ربما غضب من تصرفها ...ربما خاف من ردة فعل والدتها ...تنبهت مجددا الى الأخ الصغير ... أخذها من يدها الصغيرة ليريها مالم ترى مثله من قبل ...
رأت جدران منزلها كتب عليها عبارات وداع وحب يتخللها أسمها ...وينتهي بأسم الجار الحزين ...عندها ادركت انه كان يودعها الوداع الأخير ... ذهب فجأة كما جاء فجأة ...لاتعرف عنه سوى أسمه وكلمات حب تركها على جدران منزلها بقيت عدة أيام ليضطر الأهل لطلاء الجدران وهم يتلون كلمات الويل له ان رأوه ...
لكنها أفتقدته ذلك الحزين البائس ... من سيحرسها عند الفجر ولمن ستتابع أخبار التاسعة .... سنوات مرت وهي تذكر ذلك الشاب ...كانت معها قد كبرت وأصبح الجار حكاية تحكى لها ليوقعوها في خجل لاينقذها منه الا الهروب باكية من سخريتهم.... بعد مرور السنوات العديدة وكانت قد بلغت الثانية والعشرون ... شاهدت شابا وسيما عرفت ملامحه جيدا يمر من جانب منزلهم القديم الذي بقي ليسكنه بعض العمالة الأجنبية كغُرف مستأجرة ... رأته يسأل عن صاحب المنزل أخبروه انه توفي منذ سنتين وأن أهله انتقلو الى منزل آخر ...ولأنه لم يسأل عن مكان المنزل الجديد ربما قدراً لم يخبره أحد أنه بجوار المنزل القديم ....مرت من جانبه وهي لاتقوى أن تخبره انها تلك الفتاة الشقراء ... ذهب في سبيله ينظر الى منزله والى الطلاء الذي غطى تلك الكلمات ... بقي في الذاكرة كحب لم تعلم به ولم تعش تفاصيله بل عاشت ذكرياته ....
ثم بزغ نور الصباح ..حيث سكت الجميع عن الكلام المباح ...لتفاجاء شهرزاد بغياب أميرهاتاركا لها عطره الفواح...

https://hayate.forumarabia.com

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى